الأخبار العاجلة
  • الاثنين, 20 مايو 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
ليلة رأس السنة
الجمعة 05 يناير 2024 08:02 م

 ليله رأس السنة
=========
بقلم . هاله مغاورى
تحطمت أحلامى على عتبات السنة الجديدة.. فى لحظة تغير كل شئ.
ظننت أن العام الجديد يخبئ لي السعادة. أو حتى بعض منها. لكنه حظي العاثر ـ الذي يلازمني دائماً أينما أذهب، حتى فى أحلامي فهو مصاحب لي دائماً، يدق أجراسه لكى يوقظنى من حلم جميل أردت أن أعيشه مع نفسي، أجد متعة فى سردي لهذا الحلم الذي لم يكتمل. علني أتذكر السعادة التي فقدتها، وأعيشها لحظات سردى له.
سافرت مع وفد مكلف بتغطية حدث ما فى دولة أخرى.. وكان هو من ضمن هذا الوفد، ولكنه من صحيفة أخرى.. كنت أداوم على قراءة مقالاته؛ فأسلوبه شيق يأخذك إلى عالم آخر لا تريد العودة منه.. ويشاء القدر أن يجلس بجواري فى الطائرة. أخذنا نتبادل أطراف الحديث ـ فالمسافة طويلة. قدم لي نفسه بتواضع، وكأن مقالاته غير معروفه.. يا إلهي.. ماذا أقول أنا له عن نفسي وأنا مازلت أحبو فى بهو الصحافة!. وهو بكل هذه الشهرة يتحدث معى بكل تواضع.. تمالكت نفسي وأخذت اعرفه عن نفسي بهدوء. فوجدته ينظر لي باهتمام قائلاً: "يا لكي من متواضعة".. حين قال هذه الجملة لم أتمالك نفسي من الضحك. ووجدته هو أيضاً يبتسم، ويخبرني أني أمتلك ضحكة جميلة وعفوية.
هبطت الطائرة وذهبنا إلى الفندق كى نأخذ قسطاً من الراحة؛ فغداً لدينا عمل مكثف.. فى المساء تركت حجرتي وذهبت لكى أحتسي فنجاناً من القهوة فى مقهى الفندق. وحين جلست على إحدى الطاولات أرشف القهوة سمعت صوتاً بجوارى يستأذن للجلوس معي على نفس الطاولة.. وكان هو ـ صديقي الذي أتحدث عنه.. لم أمانع بالطبع.. ولحظتها انتابني شعور جميل أول مرة أشعر به.. سألنى هذه المرة عن نفسى بعيداً عن العمل. وكأني كنت أتمنى أن يسألني هذا السؤال؛ لكى أحكى له كل شيئ عني.. فأنا إمرأة أربعينية، لم يسبق لي الزواج، أعيش مع والديّ؛ إخوتي كلهم تزوجوا.. كرست حياتى للعمل. ولم أعطي نفسي فرصة أن أتحسر على سنين مرت دون أن أتزوج.. وبدوري سألته أنا أيضاً عن حياته، فأخبرني أنه متزوج ولديه ولدان كبيران وزوجته موظفة في بنك استثمارى، زواجهم أتى بعد قصة حب عميقة. تمدد الصمت بيننا عندما قال هذه الجملة.. يالـ حظي التعس.. توقعت أنه سيشكو من زوجته.. علني أجد باباً تدلف منه الأحلام. وتولد قصة حب طال انتظارها.. لم يعد أمامنا سوى القليل من الوقت لكى نستعد لتغطية الحدث. فاستأذنت منه كى أذهب إلى غرفتى.. يملؤني الأمل أن نلتقى غداً لنذهب سوياً.. دلفت إلى غرفتي واستلقيت على السرير لكى أستعد للنوم، ولكن هيهات هيهات.. من أين يجيئ النوم بعد كل ما دار بينى وبينه من حديث؟. إحساسي يقول لي أن لديه كلاماً كثيراً يريد أن يقوله لي.. أما عقلي فينهرنى كى أفيق من هذه الأحلام. مكثت حتى الصباح فى حرب بين إحساسي وعقلي. لم تنته هذه الحرب إلا بهدنة أعلنها جرس المنبه منذراً بأن الوقت قد حان للخروج.
هناك فى بهو الفندق.. التقيت به وبكل الزملاء، وذهبنا جميعاً. لاحظ أني مرهقة. وسألني إن كنت لم أنم جيداً؟. فأجبته بنعم.. نعم لم أستطع النوم؛ كنت قلقة كثيراً ليلة أمس.. نصحنى بأن لا أرهق نفسي فى تغطية الحدث، وإن لزمني شيئ أن استعيره منه.
 أثناء تغطية الحدث كانت نظراته لا تفارقني.. كنت أشعر به وكأنه بجواري يربت علي كتفى.. 
الحمد لله.. انتهت التغطية، وعدنا إلى الفندق. وذهبت مسرعة إلى حجرتى كى أستريح بعضاً من الساعات. فنحن على موعد للعودة على طائرة الفجر..
مر الوقت سريعاً، وهانحن على متن الطائرة في طريق العودة.. ولكن هذه المرة هو جالس فى مكان آخر بعيداً عني.. مرت ساعات السفر طويلة وثقيلة مثل الجبل.. حتى هبطت الطائرة على أرض الوطن.. لمحني بنظره كأنه يقول لي افتقدتك.. لوحت له بيدي، فإذا به يقول لي انتظريني، أريد منك شيئاً. انتظرت حتى انتهى من إجراءات الجوازات، وأتى لي.. قال: قضينا يومين نتحدث، ولم نفكر أن نتبادل أرقام هواتفنا. ارتسمت على وجهي ابتسامة وأعطيته رقمي ولم أنتظر أن آخذ رقمه، وقلت له أني أنتظر اتصاله.. لا أعرف لماذا تصرفت بهذه الطريقة، ولم لم آخذ رقم هاتفه.
مرت الأيام والأسابيع ولم يتصل.. قلت لنفسي: كفاكي أحلاماً.. ولكن بعد فترة، رن الهاتف.. ورقم غريب يتصل بى. ضغطت زر الاستجابة لنداء الهاتف.. وإذا به الصوت الذي انتظره طويلاً. بدوت مرتبكة فى بداية المحادثة. لكنه بأسلوبه جعلني أهدأ وأتمالك نفسي.. اعتذر لي عن تأخره فى الاتصال. وسألني إن كنت أحتاج شيئاً.. وطلب مني ألا أتردد في الاتصال به في أى وقت..
وبعدها ونحن نتحدث سوياً ليل نهار.. وبالساعات.. نتبادل الحديث والضحكات.. لدرجة أني خفت أن أكون أسبب له مشكلة مع زوجته. ولكنه طمأنني،  وقال لي أنها تعلم أننا نتحدث معاً، وفى بعض المرات كان يحدثني في وجود زوجته.. ظللنا هكذا فترة، قد تصل لستة شهور.. كل الذي يربطني به اتصالات تلفونية ولقاءات لتناول القهوة سوياً.
حتى أتى يوم ـ انتظرته طويلاً ـ وصارحني بمشاعره نحوي وأنه يجد راحته في الحديث معي. وسألنى عن مشاعري نحوه.. ياااا الله.. بعد مرور كل هذا الوقت لم يشعر بمشاعري نحوه‼. أعاد عليّ السؤال، فنظرت له وقلت نعم، أبادلك نفس الشعور، وربما أكثر.. فأنا لم أجد قبل ذلك شخصاً يحتوينى فكرياً وعاطفياً مثلك.
من بعد هذا اللقاء أصبحنا نتحدث فى كل شيئ لكى تكتمل فرحتنا فى بيت واحد يجمعنا.. أو هكذا كنت أحلم.. وبعد فترة وجدت تغيراً  فى حديثه معي. قال أنه لا يود أن يظلم زوجته التى تزوجها عن حب. ويعرف مقدار الألم الذي سوف تعانيه عندما تعلم أنه سيتزوجني.
عرضت عليه أنه من الأفضل ألا تعرف، ويكون زواجنا سراً . لكنه رفض متعللاً بأنه لا يريد أن يظلمني. قلت له إذاً دع كل شيئ تحدثنا فيه جانباً، ولنظل فقط أصدقاء كما كنا.. خصوصاً أن زوجتك لا تعارض حديثنا سوياً. كنت أظن أنه لن يوافق، ويريد أن ينهي كل مابيننا. لكنه وافق على الفور.. ورحب كثيراً بالفكرة. قلت فى نفسي ماذا يريد مني؟!. إن كان يريد أن نكون أصدقاء فقط، ولا يريد أن يظلم زوجته، فلماذا أفصح لي عن مشاعره نحوي؟ لماذا لم يتركني أعيش حلمي مع نفسي؟..
لا بأس.. فأنا لم أخسر شيئاً.. فهو مازال معي يحدثني ويروي الروايات ونتبادل الضحكات كل يوم.. فماذا أريد أكثر من ذلك؟. أنا لا أحتاج لزوج.. فقط أحتاج شخصاً يشاركني أفكارى..
وهكذا.. مرت الأيام والشهور ونحن على هذا الوضع.. حتى أتت ليلة رأس السنة. الكل فيها يحتفل.. ودقت الساعه الثانية عشرة.. ساعة وداع عام واستقبال عام جديد.. الكل يتبادلون التهاني.. وأنا أنتظر.. الكل يتمنى للآخر حياة سعيدة. وأنا أنتظر.. الكل يرقص ويغني. وأنا أنتظر..
لا.. لن أنتظر أطول من ذلك.. كفاني انتظار. كفاني تهميش.. أرسلت له رسالة أخبره فيها أنى كنت أتمنى أن أسمع صوته فى هذه الليلة، يقول لي كل عام وأنت بخير.. كنت أريد أن أعيش الإحساس بهذه الليلة معك. وللأسف جاء الرد متأخراً.. رسالة موجزة.. فقط.. "كل عام وأنت بخير.. أتمنى لك سنة سعيدة".. ياااا الله أهذا كل شيئ.. هل أنا شخص غريب هكذا‼ كى يرسل لي مجرد رسالة ولا يتصل..
نعم.. قلت لنفسي: أفيقى أيتها التعسة.. أنت أصبحت بالنسبة له مجرد شخص غريب. بعد أن كان يحادثنى كثيراً ونخرج كثيراً أصبحت شخصاً غريباً عنه.. على أعتاب العام الجديد..
شخص لا يحمل فى جعبته سوى أحلاماً محطمة وجبلاً من الحظ العاثر .
[٥/‏١, ١٩:٥١] هالة مغاورى: أرسلت له رسالة أخبره فيها أنى كنت أتمنى أن أسمع صوته فى هذه الليلة، يقول لي كل عام وأنت بخير.. كنت أريد أن أعيش الإحساس بهذه الليلة معك. وللأسف جاء الرد متأخراً.. رسالة موجزة.. فقط.. "كل عام وأنت بخير.. أتمنى لك سنة سعيدة".. ياااا الله أهذا كل شيئ.. هل أنا شخص غريب هكذا‼ كى يرسل لي مجرد رسالة ولا يتصل..
نعم.. قلت لنفسي: أفيقى أيتها التعسة.. أنت أصبحت بالنسبة له مجرد شخص غريب. بعد أن كان يحادثنى كثيراً ونخرج كثيراً أصبحت شخصاً غريباً عنه.. على أعتاب العام الجديد..
شخص لا يحمل فى جعبته سوى أحلاماً محطمة وجبلاً من الحظ العاثر .


اترك تعليقك

Top