الأخبار العاجلة
  • الاثنين, 20 مايو 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
صلة الرحم
الثلاثاء 12 مارس 2024 09:55 م

صلة الرحم
بقلم /نجاة تقني

سألت ليلى ٱدم: "أين قالب الحلوى?"
أجابها: "فوق الطاولة."
"ماهذا? إنه صغير جدا.. اذهب واقتنِ ٱخر أكبر حجما!"
كانت نبرة صوتهامرتفعة قليلا وكأنها طفلة ترغب في الحصول على مبتغاها.
رد عليها ٱدم بصوت هادئ: "ثمن القالب الذي لم يرق لك 300  درهم... أعتقد أنها هدية مناسبة لصديقتك!"
قالت له: "نبيلة ستحضر قالب حلوى أكبر من هذا.. وأنا أريد أن تكون هديتي هي الأغلى!"
قال لها ٱدم: " زوج نبيلة صاحب شركات وعقارات.. وأنت وافقت أن تتزوجي من فقير لا يملك سوى راتبه الشهري الضعيف."
أخرجت بطاقتها البنكية ثم أردفت: " خذ واشترِ  لي قالب حلوى أكبر من هذه وباقة ورد."
"عذرا عزيزتي.. فأنا لا ٱخذ المال من امرأة حتى وإن كانت زوجتي.. ذلك مالك وأنت حرة تعملين به ماتشائين.."
تنهد الصعداء ثم تابع: "البسي ملابسك الخارجية كي أوصلك إلى صديقتك ثم أذهب إلى والديَّ"
"ألا تود الذهاب معي?"
"لن أترك والديَّ  يفطران وحيدين! سأشاركهما فطور رمضان."
"لكني وعدت أصدقاءنا أننا سنفطر معا اليوم."
"اعذريني عزيزتي فالفطور  مع والديَّ أهم بالنسبة إلي من الفطور مع أصدقاء يتظاهرون بما ليس لديهم."
"لكني لا أستطيع الذهاب وحدي.. كل صديقاتي ستحضرن مع أزواجهن."
"لن أغير رأيي.. تعجلي فعلي الذهاب إلى السوق لشراء الفطور الجاهز... لا أريد أن تتعب والدتي في تحضير الأكل."
رن هاتف ليلى..
"ألو.. أهلا فاطمة.... نحن بخير.. شكرا.. وأنتم كيف حالكم? .. لا نستطيع الحضور اليوم.. ٱسفة... سنفطر مع أهل زوجي.. شكرا فاطمة.أبلغي الصديقات والأصدقاء  سلامي واعتذاري. ... وكل عام وأنتم بخير.."
قال ٱدم مبتسما: " هذه هي ليلى التي أحببتها منذ النظرة الأولى.. المرأة الطيبة التي تحب زوجها وأهل زوجها."
"فعلا ولم أتغير.. سأكون جاهزة بعد دقائق."
جلست على الكرسي الأمامي في السيارة.. كانت شاردة الذهن..نظر إليها ٱدم ثم قال لها:" ما خطبك? تبدين حزينة.."
" هاتفت والدتي لكنها لا تجيب."
ابتسم قائلا:" ربما تحضر لك مفاجأة"
"أنت سعيد لأنك ستفطر مع أبيك وأمك.لكن أنا..."
"لا تتعجلي الأمور.. فربما نفطر مع الجميع.."
ركن سيارته قرب باب منزل والده ثم ضغط على جرس الباب.. وانتظر بضع دقائق قبل أن يفتح والده الباب مرحبا بهما.. كان وجهه مشرقا وهو يقول: "هلت الأنوار ...مرحبا بأولادي الغاليين.."
"أهلا والدي الحبيب.."
قبل يده ثم أسرع إلى والدته الجالسة على الأريكة ليقبل رأسها ثم يدها..
"أهلا بولدي الحبيب.. أرجو من العلي القدير أن يحقق لك أمانيك ويسعدك ويزقك الذرية الصالحة"
ثم سلمت على ليلى وقالت:" ابنتي الغالية.. أنت ابنتي التي لم أنجبها.. حماك الله وأسعدك."
سمعوا طرقا على الباب فطلب ٱدم من ليلى أن تفتحه .. ثم سمعها تقول :" أمي.. أبي.. أهلا وسهلا بكما.. فرحت كثيرا بقدومكما.."
قال لها أبوها:" أصر ٱدم أن يكون أول فطور رمضان في بيت والديه.. غدا أنتم ضيوفنا إن شاء الله."
نظرت ليلى إلى ٱدم مبتسمة ثم قالت:" تفاجئني كالعادة بكرمك وحسن تدبرك."
" والداك في مقام والديَّ... وفطور رمضان يكون ألذ مع الأهل وخصوصا الوالدين."


اترك تعليقك

Top