الأخبار العاجلة
  • الاثنين, 20 مايو 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
السيدة الحرة.. أميرة الجهادالبحرى
الاثنين 11 مارس 2024 08:03 م هندالصنعانى

السيدة الحرة...أميرة الجهاد البحري

بقلم هند الصنعاني@

لقبت بالسيدة الحرة او "الست الحرة" مغربية ولدت بمدينة شفشاون سنة 1493 (899 للهجرة)، والدها الأمير علي بن موسى بن راشد مؤسس مدينة شفشاون والحفيد الخامس لعبدالسلام بن مشيش أحد أشهر المشايخ المغربية.

تعد السيدة الحرة من النساء اللواتي تميزن بالريادة والذكاء،  إلى جانب اهتمامها بالسياسة كانت تملك أسطولا بحريا حيث اقتسمت سيادة البحر الأبيض المتوسط بداية القرن 16 مع القبطان العثماني خير الدين بارباروس الملقب بملك البحار. 

اختلف المؤرخون بشأن اسمها، فبعضهم يقولون إن اسمها عائشة، ويذكر آخرون أنها لقبت بالحرة تمييزا لها عن الإماء، في حين يقول فريق آخر إن اسمها الحقيقي هو "الحرة" وليس لقبا ولا صفة لها، بل هو اسمها الشخصي.

تلقت السيدة الحرة تعليمها على يد أشهر العلماء ورجال الدين بشفشاون،كانت تتميز بالجمع بين ثقافتين، ثقافة أندلسية حضارية عريقة، وخصائص المنطقة الجبلية بين شفشاون وتطوان التي تمتاز بالقساوة وصلابة الجبال مما أكسبها قوة الجهاد، أما رقيها وحليها ولباسها وشكل الأكل والمنزل الذي كانت تعيش فيه، فكان بنمط أندلسي.

 تزوجت السيدة الحرة من القائد المنظري بتطوان في حياة والدها علي بن راشد، وذلك حوالي سنة 1510 (916 للهجرة)، وكان الزواج بمثابة تحالف بين إمارة شفشاون وقيادة تطوان، لأجل تقوية جبهة الدفاع ضد البرتغال، وبسبب نضجها وحنكتها كان زوجها يفوضها ويستشيرها في أمور السياسة والحكم، وتمكنت من تولي بعض الأحكام أثناء غيابه عن المدينة، واكتسبت خبرة وتجربة سياسية، وحكمت تطوان بعد وفاة زوجها عام 925 للهجرة.

أذاقت  السيدة الحرة المستعمر الصليبي الويلات وأنواعا من العذاب، وبقيت عقدة لهم رسموا عنها أسطورة كانوا يخيفون بها أبناءهم ،أولت الحرة اهتماما كبيرا بالجانب العسكري لعلاقته بالجهاد البري والبحري، وكان لها أسطول متأهب دائما للقيام بغارات ضد الإيبريين (نسبة لشبه جزيرة إيْبِيرِيَا التي تقع في الجزء الجنوبي الغربي من قارة أوروبا، وتتكون من إسبانيا والبرتغال وأندورا ومنطقة جبل طارق).

وتحت قيادتها، استطاع جيش السيدة الحرة تأمين القسم الغربي من سواحل المتوسط بشكل كامل، وقد زرعت الرعب في قلوب البرتغاليين والإسبان لدرجة أن هؤلاء كانوا يدعون أن يروها معلقة يوما ما على ناصية إحدى سفنهم.

يذكر أن السيدة الحرة عاشت بعد تنحيتها عن الحكم في مدينة شفشاون مسقط رأسها في رعاية أخيها الأمير محمد، إلى أن توفيت ودفنت برياض الزاوية الريسونية بالمدينة ذاتها، ولا يزال قبرها معروفاً وحاملاً اسمها حتى اليوم.


اترك تعليقك

Top